أوبرا نيون: هل يجعل الذكاء الاصطناعي التصفح أذكى أم أعقد؟

ADMIN

Administrator
طاقم الإدارة
حاولت أوبرا إعادة تعريف مفهوم “متصفح الذكاء الاصطناعي” عبر إطلاقها نيون، لكن النتيجة جاءت أكثر تعقيداً مما توقعت.

فمتصفح نيون ليس مجرد متصفح تقليدي مع مساعد ذكي مدمج، بل هو ثلاثة وكلاء ذكاء اصطناعي منفصلين يعيشون داخل واجهة واحدة، فكرة طموحة، لكنها مربكة في الاستخدام.



ثلاثة عقول في متصفح واحد


بدأت أوبرا مؤخراً بإتاحة الوصول إلى نيون بعد فترة انتظار، لتدخل سوقاً مزدحماً بمتصفحات الذكاء الاصطناعي مثل كروم المزود بجيميناي، وكومت من بيربلكسيتي.

يكمن الاختلاف في نقطة جوهرية، فمتصفح نيون عبارة عن خدمة مدفوعة باشتراك يبلغ 19.90 دولاراً شهرياً، مقابل خدمات مشابهة مجانية تماماً.

كما أن واجهة نيون لا تختلف كثيراً عن متصفحات أوبرا الأخرى التي تتضمن:

  • مانع إعلانات مدمج
  • في بي إن (VPN) مجاني
  • شريط جانبي يمكن تفعيله لتطبيقات مثل واتساب وفيسبوك ماسنجر.

opera neon 1




لكن الذكاء الاصطناعي في هذه النسخة يحتل مركز الصدارة، من خلال شريط تحكم رئيسي أسفل شريط البحث يتضمن أربعة أوضاع:

  • بحث عادي.
  • شات (Chat): مساعد محادثة ذكي.
  • دو (Do): وكيل ينفذ المهام داخل المتصفح.
  • ميك (Make): أداة لبناء تطبيقات أو أدوات ويب صغيرة.

من جانبها، توضح أوبرا أن نيون يعتمد على نماذج من أوبن إيه آي وجوجل، لكنها لا تحدد أي نموذج يُستخدم في كل وظيفة.

شات: المحادثة التي تكتب أكثر مما تحتاج


تُعدُّ ميزة شات هي الأكثر وضوحاً، حيث تشبه المساعدين المعروفين مثل شات جي بي تي أو جيميناي، اللذان يمكن استخدامها في أي لحظة من شريط البحث أو الزاوية العليا للمتصفح.

نجح شات في الإجابة عن استفسارات بحثية وتلخيص محتوى صفحات الويب، لكنه وقع في فخ الثرثرة المفرطة، فقد كان يجيب أحياناً بإجابات طويلة ومتشعبة تتطلب جهداً إضافياً لقراءتها.

في تجربة عملية، طُلب منه تلخيص تعليقات خمس مقالات من أحد المواقع، فأجاب بنص من 400 كلمة يخبر المستخدم أنه “لا توجد تعليقات”، وعندما حاول تلخيص تعليقات مقالات أخرى، أعطى أرقاماً غير صحيحة تماماً.

لاحقاً، أوضحت أوبرا أن الخطأ سببه استخدام الأداة الخاطئة، إذ إن “Chat” لا يمكنه الضغط على الأزرار أو فتح الأقسام داخل الصفحات، بينما يمكن للوكيل “دو – Do” تنفيذ ذلك.



دو: الوكيل النشط الذي لا يسمعك


يُفترض أن وظيفة “Do” هي تنفيذ المهام بدلاً عنك، من حجز جلسة تدليك أو درس لياقة إلى البحث عن ملفات بصيغة بي دي إف.

لكن التجربة كشفت عن مشكلات في التحكم، إذ لا يمكن التبديل إلى “شات” داخل نفس النافذة، ولا تصحيح مسار “دو” أثناء التنفيذ.

في إحدى التجارب، تجاهل الوكيل باقات زهور جميلة وأصر على شراء إكليل جنائزي ضخم.

وفي تجربة أخرى، أعلن نفاد تذاكر عرض مسرحي بينما كانت متاحة بالفعل.

ورغم أنه يهدف إلى توفير الوقت، إلا أن “Do” كان أبطأ من التصفح اليدوي، وأحياناً يتوقف وينتظر تدخل المستخدم دون تنبيه واضح سوى وميض أحمر بالكاد يُلاحظ.



ميك: المختبر الافتراضي


يتيح الوكيل الثالث “ميك – Make” إنشاء أدوات صغيرة داخل “حاسوب افتراضي” دون استهلاك موارد الجهاز.



كاردز: أوامر جاهزة للاستخدام


ميزة أخرى تسمى “كاردز – Cards”، وهي مجموعة أوامر معدة مسبقاً (Prompts) يمكن استخدامها مع أي من الوكلاء الثلاثة.

حتى الآن تبدو الفكرة غير مكتملة، إذ تحتوي واجهة “كاردز” على أوامر سطحية مثل “أعد كتابة الصفحة بصوت يودا” وأخرى أكثر فائدة كمُلخصات الأخبار، فيما تأمل أوبرا أن يُثري المستخدمون هذا المتجر بأوامرهم لاحقاً.

maxresdefault.jpg




بين التجربة والطموح


تشبه تجربة نيون بالتعامل مع متدرب ذكي لا يعرف الحدود، أكثر منها تجربة استخدام متصفح ناضج.

فأحياناً يطلب منك المتصفح ملاحظات، ثم يبدأ بالعمل قبل أن ترد عليه، وفي أحيان أخرى يتوقف تماماً عند الرد الإيجابي.

بهذا الصدد، اعترف “كريستيان كولوندرا” نائب رئيس أوبرا:

متصفح نيون لا يزال في مرحلة الوصول المبكر، وموجَّه في الأساس لمن يرغب بالمشاركة في تطويره.



وهنا تكمن المفارقة، فالمنتج ما زال قيد التطوير، ومع ذلك يُطرح بسعر 20 دولاراً شهرياً في سوق مزدحم بخيارات مجانية وسريعة.

بعبارة أخرى، لا يزال نيون متصفحاً يحتاج المستخدم إلى التكيف معه، بدلاً من أن يتكيف هو مع المستخدم.

يُقدم نيون من أوبرا رؤية جريئة لمتصفحات المستقبل، لكنه في الوقت نفسه يُبرز أكبر مشكلة تواجه متصفحات الذكاء الاصطناعي اليوم: الفوضى في التصميم وتداخل الأدوار بين الوكلاء الذكيين.

وحتى الآن، ما زال الذكاء الاصطناعي في المتصفحات مجرد أداة تحتاج إلى وصاية بشرية أكثر من كونه مساعداً ذكياً فعلاً.



المصادر:

Theverge

ظهرت المقالة أوبرا نيون: هل يجعل الذكاء الاصطناعي التصفح أذكى أم أعقد؟ أولاً على بلوك تِك.

المصدر
 
عودة
أعلى